لا ضرر أن يجلب طالب معهد الصحافة وعلوم الاخبار كل انواع الحلويات والمشروبات يوم تخرجه من هذا /الصرح الاعلامي/ ويلتقط احلى الصور مع عائلته واصدقائه ليدفنها الى الابد في صفحات الألبوم وينتظر نتيجة مناقشته لرسالة ختم الدروس وعبراته تخنقه ونبضاته تكاد تخرج من قلبه ليعلن الجماعة النبأ السار وينجح هذا المسكين معتقدا انه بسنواته الاربع قد اصبح صحفيا لا يشق له غبار وان هاتفه لن يتوقف عن الرنين تجاه تكالب الصحف والتلفزات والاذاعات على خدماته,,ولكن هيهات
هذا ما تعتقده عندما تطأ قدماك لأول مرة معهد الصحافة، تظن ان سنواتك الاربع هناك ستكفيك لتتعلم فنون الصحافة وتتمرس على قواعدها واساليبها، تظن انك من القلة التي ستمثل السلطة الرابعة في البلاد لكنك تصطدم للوهلة الاولى بمئات الطلبة الى جانبك لتتسائل اليس المعهد مخصصا للنخبة فقط كحال الدول المتقدمة ليجيبك البعض ان الكثيرين وجدوا انفسهم في هذا المكان لانهم لم يستطيعوا الحصول على مقاعد في جامعات الصفوة ككليات التجارة
لا تلتفت الى هؤلاء وتتابع حلمك الذي تعتقد لسذاجتك انه سيصقل في هذا الصرح وانك ستخرج منه صحفيا خارق للعادة,,,تبدأ ايامك الاولى وتدمن حضور المحاضرات والدروس وتكتشف اشياء عدة، تعرف انك من بين حفنة فقط ممن يتابعون بانتظام هذه الدروس بدل التواجد في المشرب او في الساحة الخلفية، وتدرك ان ما يقدمونه لك في هذه الساعات لا علاقة له بابجديات الصحافة وانما هو مجرد تلقين لقواعد جامدة تستطيع الحصول عليها دون بذل مشقة الحضور، وتدرك كذلك ان غاية الكثيرين الحصول على الشهادة وكفى الله شر القتال
تكتشف ان تسمية المعهد لا تعكس واقعه كثيرا وان ما يدرس في المعهد خليط من المواد التي لاتهمك في شيء لانها تحتاج تخصصا لا ساعة او ساعتين في الاسبوع، وحتى التربصات التي يفرضون عليك القيام بها لا تتجاوز أماكنها في اغلب الاحيان البلديات او المعتمديات في المرحلة الاولى ثم في المرحلة الثانية وكالة الانباء او التلفزة او مقار صحفنا وهي اماكن مفضلة للنعاس اثناء التربص لتنال شهادة فيما بعد تثبت انك زاولت بعض الايام في مؤسسة اعلامية
تتابع سنواتك المملة في معهد الصحافة وعلوم الاخبار الذي يسميه غالبية مرتاديه "معهد السخافة وعلوم الاحباط" وتتحمل القوالب التي يدفعها الاساتذة في وجهك والتي يستميتون في الدفاع عنها، وتتخرج أخيرا بعد سنوات عادت بك الى الوراء بدل تنمية موهبتك وتطرق باب الصحف والاذاعات والتلفزات علك تجد مكانا يحترم شهادتك ويشغلك براتب يحفظ ماء وجهك ولكنك تصطدم بواقع اشد مأساوية
تصطدم بحفنة صحف لا تستطيع استيعاب البعض من مئات المتخرجين ولا تقوم بانتدابات قانونية بقدر ما تستغل حماسك ورغبتك الساذجة في رؤية اسمك على صفحات الجريدة لان الاماكن مخصصة للدخلاء على المهنة وللعائلة الموسعة لصاحب الصحيفة، لذلك تجد الكثيرين يعملون دون ضمانات مهنية وبأجر يبعث على الضحك لا يتجاوز في أغلب الحالات 300 دينار أما التلفزة و الاذاعة فحدث ولا حرج فقد حجزت مقاعدهما منذ زمن بعيد من نفس الوجوه ولا تستطيع دخولها الا برسالة توصية اما وسائل الاعلام الخاصة فتدخل فيها اعتبارات اخرى وغالبها يعتمد سياسة الكيل بمكيالين في الانتدابات
يعتريك الندم والاحباط وتعود أدراجك الى المنزل وتبحث في الاعلانات عن شغل آخر تمضي به وقتك وقد يغني الزواج بعض المتخرجات عن البحث عن عمل في ظل واقع الصحافة في البلاد فالغالبية دخيلة على المهنة ومتخرجو الاعلام تقتلهم البطالة يوما بعد يوم ولا يحترم قلمك الكثيرون بقدر ما يسخرون من صفتك وكل من هب ودب سمى نفسه صحفيا واعلاميا اما نقابة الصحفيين فتلك مصيبة أخرى لتتحول مهنة المتاعب وصاحبة الجلالة الى حمار قصير يحتقر أصحابه ويركبه الجميع
هذا ما تعتقده عندما تطأ قدماك لأول مرة معهد الصحافة، تظن ان سنواتك الاربع هناك ستكفيك لتتعلم فنون الصحافة وتتمرس على قواعدها واساليبها، تظن انك من القلة التي ستمثل السلطة الرابعة في البلاد لكنك تصطدم للوهلة الاولى بمئات الطلبة الى جانبك لتتسائل اليس المعهد مخصصا للنخبة فقط كحال الدول المتقدمة ليجيبك البعض ان الكثيرين وجدوا انفسهم في هذا المكان لانهم لم يستطيعوا الحصول على مقاعد في جامعات الصفوة ككليات التجارة
لا تلتفت الى هؤلاء وتتابع حلمك الذي تعتقد لسذاجتك انه سيصقل في هذا الصرح وانك ستخرج منه صحفيا خارق للعادة,,,تبدأ ايامك الاولى وتدمن حضور المحاضرات والدروس وتكتشف اشياء عدة، تعرف انك من بين حفنة فقط ممن يتابعون بانتظام هذه الدروس بدل التواجد في المشرب او في الساحة الخلفية، وتدرك ان ما يقدمونه لك في هذه الساعات لا علاقة له بابجديات الصحافة وانما هو مجرد تلقين لقواعد جامدة تستطيع الحصول عليها دون بذل مشقة الحضور، وتدرك كذلك ان غاية الكثيرين الحصول على الشهادة وكفى الله شر القتال
تكتشف ان تسمية المعهد لا تعكس واقعه كثيرا وان ما يدرس في المعهد خليط من المواد التي لاتهمك في شيء لانها تحتاج تخصصا لا ساعة او ساعتين في الاسبوع، وحتى التربصات التي يفرضون عليك القيام بها لا تتجاوز أماكنها في اغلب الاحيان البلديات او المعتمديات في المرحلة الاولى ثم في المرحلة الثانية وكالة الانباء او التلفزة او مقار صحفنا وهي اماكن مفضلة للنعاس اثناء التربص لتنال شهادة فيما بعد تثبت انك زاولت بعض الايام في مؤسسة اعلامية
تتابع سنواتك المملة في معهد الصحافة وعلوم الاخبار الذي يسميه غالبية مرتاديه "معهد السخافة وعلوم الاحباط" وتتحمل القوالب التي يدفعها الاساتذة في وجهك والتي يستميتون في الدفاع عنها، وتتخرج أخيرا بعد سنوات عادت بك الى الوراء بدل تنمية موهبتك وتطرق باب الصحف والاذاعات والتلفزات علك تجد مكانا يحترم شهادتك ويشغلك براتب يحفظ ماء وجهك ولكنك تصطدم بواقع اشد مأساوية
تصطدم بحفنة صحف لا تستطيع استيعاب البعض من مئات المتخرجين ولا تقوم بانتدابات قانونية بقدر ما تستغل حماسك ورغبتك الساذجة في رؤية اسمك على صفحات الجريدة لان الاماكن مخصصة للدخلاء على المهنة وللعائلة الموسعة لصاحب الصحيفة، لذلك تجد الكثيرين يعملون دون ضمانات مهنية وبأجر يبعث على الضحك لا يتجاوز في أغلب الحالات 300 دينار أما التلفزة و الاذاعة فحدث ولا حرج فقد حجزت مقاعدهما منذ زمن بعيد من نفس الوجوه ولا تستطيع دخولها الا برسالة توصية اما وسائل الاعلام الخاصة فتدخل فيها اعتبارات اخرى وغالبها يعتمد سياسة الكيل بمكيالين في الانتدابات
يعتريك الندم والاحباط وتعود أدراجك الى المنزل وتبحث في الاعلانات عن شغل آخر تمضي به وقتك وقد يغني الزواج بعض المتخرجات عن البحث عن عمل في ظل واقع الصحافة في البلاد فالغالبية دخيلة على المهنة ومتخرجو الاعلام تقتلهم البطالة يوما بعد يوم ولا يحترم قلمك الكثيرون بقدر ما يسخرون من صفتك وكل من هب ودب سمى نفسه صحفيا واعلاميا اما نقابة الصحفيين فتلك مصيبة أخرى لتتحول مهنة المتاعب وصاحبة الجلالة الى حمار قصير يحتقر أصحابه ويركبه الجميع